"قبلة حياة" من مهرجان مراكش للسينما المصرية

شبكة الجنرال - "قبلة حياة" تلقتها السينما المصرية أمس الأربعاء من مهرجان "مراكش" السينمائي للفيلم في دورته السابعة، في ظل ما تعاني منه من تذبذب وتراجع في مستواها الفني ومحتواها الفكري؛ إذ شهد المهرجان أمس الأربعاء تنظيم احتفالية ضخمة بمئوية السينما في مصر، بدأ فيه عرض 40 فيلما تمثل تاريخها الحافل.

وليستقطب المهرجان الفنانين المصريين من مهرجان دبي -الذي تنتظم فاعلياته في التوقيت نفسه- قام بإرسال طائرة مغربية خاصة، نقلت سبعين فنانا من فناني السينما المصرية من القاهرة إلى مراكش ليكونوا ضيوفا على المهرجان.

القائمون على المهرجان -الذي يُختتم فاعلياته بعد غد السبت- قالوا "إنهم يريدون بهذه الاحتفالية رد جميل السينما المصرية التي عشقها العرب منذ مائة عام، ودرجوا على الإعجاب باللهجة المصرية التي تابعوها في أفلامها".

وتميز الحفل التكريمي -الذي احتضنه قصر المؤتمرات الليلة الماضية- بحضور عدد من نجوم الشاشة الكبرى المصريين يتقدمهم: نور الشريف وعزت العلايلي وإلهام شاهين ولبلبة وأحمد راتب وبوسي وأحمد بدير ويسرا وخالد النبوي وخالد أبو النجا ومنى زكي وأحمد حلمي.

كما حضر عدد من المخرجين من بينهم مروان حامد وسيد سعيد وأسامة فوزي وإيناس الدغيدي والمؤلف وحيد حامد، إضافة إلى أعضاء من الحكومة المغربية وضيوف مهرجان مراكش من كبار الممثلين والمخرجين العالميين.

وشارك في حفل المهرجان الكبير -الذي كرم سابقا السينما المغربية (2004) والإسبانية (2005) والإيطالية (2006)- جمهور غفير من عشاق الفن السابع والسينما المصرية، وفي كلمة له بالمناسبة أشاد مدير المركز القومي للسينما بمصر علي أبو شادي بمهرجان مراكش الدولي، وأثنى على مبادرته لتكريم السينما المصرية التي تحتفل هذه السنة بمئويتها الأولى.

واستعرض أبو شادي تاريخ السينما المصرية، وتطور صناعتها منذ العام 1896 الذي شهد أول عرض سينمائي بمصر ثم إنتاج أول فيلم مصري سنة 1907، وقال "إن السينما المصرية شكلت رافدا من روافد الثقافة العربية وعنصرا لمقاومة الاستعمار، الذي كانت ترزح تحت نيره البلاد العربية".

وعلى إثر ذلك سلم وزير الاتصال المغربي المتحدث الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري النجمة الذهبية لمهرجان مراكش لكل من رئيس الوفد المصري مدير المركز القومي للسينما بمصر علي أبو شادي، وأيضا لمروان حامد مخرج شريط "عمارة يعقوبيان"، الذي تم عرضه في ختام الحفل التكريمي.

من "نشيد الأمل" إلى "يعقوبيان"

الأفلام المصرية المعروضة في الاحتفالية تشمل أقدمها، وهو "نشيد الأمل" لأحمد بدرخان 1937 بطولة أم كلثوم وعباس فارس وفؤاد شفيق وزكي طليمات، وصولا إلى "عمارة يعقوبيان" 2006 لمروان حامد، وبطولة عادل إمام ونور الشريف وهند صبري ويسرا وسمية الخشاب، انتهاء بأحدثها، وهو فيلم "هي فوضى" إنتاج عام 2007 ليوسف شاهين.

وبين فيلمي "نشيد الأمل" و"هي فوضى" هناك 38 فيلما يتم عرضها تتضمن: المومياء، وإسكندرية ليه، والعزيمة، والسوق السوداء، والهروب، والجوع، وليل وقضبان، وصراع الأبطال، والطوق والأسورة، وغزل البنات، وخلي بالك من زوزو، وعودة الابن الضال، والأرض والأفوكاتو، والسكرية وسواق الأوتوبيس، وباب الحديد، وزوجتي والكلب، وامرأة في الطريق، والكرنك، وقطعة علي نار، والبريء، والفتوة، وحياة أو موت، والكيت كات، وإسماعيلية رايح جاي، وصعيدي في الجامعة الأمريكية، وصراع في النيل، ومواطن ومخبر وحرامي.

افتتاح واحتفاء وعروض

كان مهرجان مراكش افتتح مساء يوم الجمعة الماضي دورته السابعة بقيام المخرج المخضرم مارتن سكورسيزي بتسليم ضيف شرف المهرجان وطفل هوليوود المدلل "ليوناردو دي كابريو" جائزة المهرجان الكبرى "النجمة الذهبية" على مسرح المهرجان وسط تصفيق ألفي مشاهد.

وقال سكورسيزي "إنه سعيد جدا بتكريم صديقه العزيز النجم الموهوب خاصة أنه قدمه في ثلاثة من أفلامه هي: عصابات نيويورك 2002، والطيار 2004، والراحل 2006، مؤكدا أن دي كابريو ممثل مجتهد جدا، وقادر على تحليل الأعماق السيكولوجية لكل شخصية يؤديها، وأنه فنان على درجة كبيرة من الالتزام.

ويقوم دي كابريو منذ ثلاثة شهور بتصوير فيلم عن "الحرب في العراق" مع المخرج "ريدلي سكوت" بين الأماكن الطبيعية في المغرب، ومدينة السينما بها، التي تجتذب شركات السينما العالمية للتصوير بها.

كما يشارك في بطولة الفيلم النجم راسل كرو، ويقول دي كابريو إنه كان يحلم وهو صغير في السن بحلمين يتمنى تحقيقهما، الأول أن يصبح يوما ما ممثلا، والثاني أن يمثل مع الأسطورة سكورسيزي، وهو يحمد الله كثيرا على تحقيق الحلمين.

ويرأس لجنة التحكيم في المهرجان المخرج ميلوش فورمان الأمريكي من أصل تشيكي، والحاصل على جائزتي أوسكار عن "طار فوق عش المجانين" 1975، و"اماديوس" 1984، وقد ولد سنة 1932، وتيتم وهو طفل لوفاة والديه أثناء الحرب العالمية الثانية، وبدأ مشواره الفني سنة 1963 بعد دراسة السيناريو في أكاديمية براج؛ حيث أخرج عدة كوميديات تشيكية، ثم هرب من غزو الاتحاد السوفيتي لتشيكوسلوفاكيا إلى باريس.

وهناك وَقَّع أول عقوده؛ حيث أخرج فيلما أمريكيا، ثم انتقل إلى نيويورك ليصبح أستاذا بجامعة كولومبيا.

أما أول نجاحاته فكان فيلم "طار فوق عش المجانين" الذي حصل على خمس جوائز أوسكار منها الإفراج، وفي عام 1977 تم منحه الجنسية الأمريكية، أما ثاني نجاحاته الضخمة فكان إخراج "اماديوس" الذي حصل على 8 جوائز أوسكار، أما ثالث نجاحاته فكان حصوله على جائزة الكرة الذهبية في أمريكا، وتم ترشيحه للأوسكار عام 1996 عن فيلمه "الشعب ضد لاري فليتني".

ومن بين أعضاء لجنة التحكيم أيضًا بالمهرجان المخرج والممثل والمنتج الهندي "شيكاركابور" الذي أخرج فيلم الافتتاح "اليزابث العصر الذهبي". وقد ولد عام 1945 واضطر إلى دراسة المحاسبة لإرضاء أسرته، وعمل محاسبا بالفعل حتى استطاع أن يدرس الإخراج، ثم يطير إلى لندن عام 1998، ويخرج أفلاما عدة منها فيلمه الأول عن الملكة اليزابث، ثم فيلمه "الريشات الأربع" إلى أن أخرج فيلم الإنتاج.

قد حصل "شيكاكابور" على الأوسكار الهندي عامي 1982 و1984، ثم حصل على الأوسكار البريطاني والتافتا بعد ذلك.

يذكر أنه تم عرض 110 أفلام من23 بلدا في المهرجان، وقد تابعها أكثر من 60 ألف متفرج في عدد من قاعات العرض السينمائية بالمدينة الحمراء.